الإخوان المسلمون ملتزمون بإتفاقية(كامب ديفيد)
د.نسيب حطيط
عندما انتصرت الثورة الإسلامية في إيران،أغلقت السفارة الإسرائيلية واحتل الثوار السفارة الأميركية وقطعت العلاقات وأعلنت الثورة هويتها السياسية أنها مع فلسطين وضد إسرائيل.
وبعد نجاح(الثورة المصرية) بإسقاط نظام مبارك وفوز (الإخوان المسلمون) في الإنتخابات الرئاسية والتشريعية،أعلن مرشح الأخوان الرئيس محمد مرسي في ثلاث خطابات إلتزامه بالمعاهدات الدولية ،ومنها معاهدة السلام مع إسرائيل المسماة(كامب ديفيد)ولم يذكر فلسطين وشعبها إلا مرة واحدة في خطابه الثالث بتأييده لحقوق الشعب الفلسطيني دون تواضيح لهذه الحقوق وحدودها ،وغياب الموقف المصري- الأخواني من حصار غزة ومعابرها، ،فكيف يمكن لمسلم أو عربي أن يكون مع الجلاد الإسرائيلي والضحية الفلسطيني، مما يذكر بحادثة الصحابي حجر بن عدي الذي قتله معاوية حيث كتب على قبره(هذا قبر حجر بن عدي رضي الله عنه قتله معاوية رضي الله عنه...!) والأهم قضية القدس وتهويدها التي تعلو على الإعتبار السياسي ويغلب عليها الإلتزام الديني لأنها(أولى القبلتين وثالث الحرمين) وما تمثله لأي حركة إسلامية ،وقال الرئيس مرسي بأن مصر لا تعادي أحدا ، ومسؤولة عن الأمن القومي العربي ،وتدعم الشعبين الفلسطيني والسوري مما يساوي بين النظام في سوريا وإسرائيل ، وهذا إشكال ديني وسياسي وأخلاقي،وكأن من يحتل القدس كمن يسعى لتحريرها!
والسؤال للأخوة في حركة الأخوان المسلمين ولحركة حماس، ما رأيكم لو طالبت إسرائيل الحكومة المصرية برئاسة مرسي بتنفيذ الإتفاقية التي إلتزام بها ،والتي تنص (يلتزم الطرفان بالإمتناع عن التنظيم أو التحريض أو الإثارة أو المساعدة أو الإشتراك في أفعال الحرب أو الأفعال العدوانية أو أفعال العنف الموجه ضد الطرف الآخر في أي مكان،كما يتعهد بتقديم مرتكبي هذه الأفعال للمحاكمة)....فهل سيحاكم الأخوان مجاهدي وقادة حماس والجهاد والمقاومة الفلسطينية في غزة للمحاكمة كما فعل حسني مبارك بما عرف (خلية حزب الله)؟.
وهل ستغلق حكومة الأخوان إنفاق غزة لأنها تؤمن المساعدة للمقاومة؟.
وماذا سيقول الأخوان عن خالد الأسلاميولي الذي اغتال السادات عقابا له لتوقيعه معاهدة السلام مع إسرائيل ؟
هل الإسلامبولي مجرم أم شهيد وهل السادات ضحية أم بطل؟
ومالفارق بين الرئيس الذي وقع والرئيس الذي إلتزم بالمعاهدة ..؟واحد يؤمن بالواقعية السياسية وآخر يؤمن بالآية الكريمة (ولتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود...) فكيف باليهود الصهاينة؟
وهنا مع كل الإعتراف بصعوبة الظروف ومنهجية( المرحلية) والاعداد، فإنها لاتبرر غياب الفعل المقاوم للأخوان تاريخيا على كل الجبهات العربية، ولا الإعتراف بالإحتلال(فمن رأى منكم منكرا فليغيره بيده وإن لم يستطع فبيده وإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) .
والسؤال الآخر ماذا سيفعل(الأخوان الحاكمون) في قضية محاكمة مجرمي الحرب الإسرائيلية الذين أعدموا الأسرى المصريين ، وهل سيطالبون بمحاكمتهم؟.
إذا كانت السلطة جسرا للتخلي عن المبادئ فهذا قمة الإنهزام أمام الدنيا،والسلطة وسيلة للإصلاح والعدل وليست هدفا .
ندائي للأخوة في(الأخوان)وحماس و كل التيارات الإسلامية،التي تقف بناء لعصبية مذهبية ضد من يؤيد المقاومة من أنظمة وأحزاب ومذاهب ،أن يرجعوا إلى القرآن والسنة النبوية ،لإعادة تصويب البوصلة بإتجاه تحرير القدس وفلسطين وكل أرض عربية أو إسلامية محتلة،فالخلاف الفقهي لا يجيز الركون والتحالف مع العدو أو المحتل.
لقد اتهمت حركة الأخوان المسلمين بالمهادنة والإتفاق مع الإنكليز والأميركيين ،وسواء كان ذلك صحيحا أو تهمة باطلة فعلى الأخوان أن يثبتوا أصالتهم السياسية ،بما يتوافق وينسجم مع أصالتهم الفكرية ،وأن لا تلتبس عليهم الأمور فلا يتبينوا الخير من الشر،ولايفرقوا بين الأعداء و الأصدقاء، وهذا ما لا نتمناه وندعو الله سبحانه أن يهدينا وأياهم حسن العاقبة والثبات على الدين... لن أكمل الكتابة لأنني قرأت أن نتنياهو أرسل برقية تهنئة للرئيس مرسي ...وسأكمل عندما اعرف الجواب.